اختتمت فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي نجوم كناوة بساحة الأمم المتحدة بالدار البيضاء، في ليلة احتفالية تاريخية، شكلت فيها “ملحمة كناوية” بقيادة المعلم الكبير حميد القصري لحظة فارقة ستظل راسخة في ذاكرة عشاق هذا الفن العريق.
وعاش الجمهور أمسية استثنائية مع عروض مجموعة من المعلمين الشباب الذين أبدعوا في تقديم مقطوعات من ريبرتوار كناوي أصيل، غير أن المفاجأة الكبرى تجلت في صعود المعلم الشاب أنس لخصاصي إلى الخشبة، قبل أن ينضم إليه فجأة المعلم الأسطورة حميد القصري، في لقاء غير متوقع أضفى بعداً رمزياً على الحفل.
هذا المشهد العفوي جسّد صورة مؤثرة لـ “تسليم المشعل” من جيل الرواد إلى الجيل الجديد، في تفاعل فني وإنساني ألهب حماس الآلاف من الحاضرين، وأكد على استمرارية وتجدد هذا التراث المغربي الفريد.
وقد تفاعل الجمهور بحرارة مع العرض المشترك الذي استمر قرابة عشرين دقيقة تحت عنوان “ملحمة كناوة”، حيث امتزجت أصوات المعلمين مع ترديدات الجمهور في لحظة روحية غامرة أبرزت قوة هذا الفن وأثره العميق.
وبإسدال الستار على هذه الدورة، يكون مهرجان نجوم كناوة قد نجح مجدداً في ترسيخ مكانته كأحد أبرز المواعيد الثقافية والفنية بالمغرب، محتفياً بتراث كناوة كجسر يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الأمل لمستقبل إبداعي متجدد.