الثلاثاء, أكتوبر 15, 2024
الرئيسيةدوليةفؤاد مخزومي يؤكد: لا يزال لدى الرئيس ماكرون إمكانية لإنقاذ لبنان من دماره
دولية

فؤاد مخزومي يؤكد: لا يزال لدى الرئيس ماكرون إمكانية لإنقاذ لبنان من دماره

تزداد حدة الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية في لبنان وسط عدم وجود حلول مرتقبة، ما ينذر بمخاوف متعلقة باستقرار البلاد، في ظل عرقلة تشكيل الحكومة وشح الدولار والارتفاع الجنوني في سعره في السوق السوداء.

انطلاقًا مما تقدم، استنكر العضو المستقل في مجلس النواب اللبناني فؤاد مخزومي حقيقة ما يجري في لبنان مؤخرًا، مشيرًا الى انَّ الشلل الإقتصادي بلغ ذروته، والشعب اللبناني ليس في وضع يمكنه مواجهة حدة الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان.

وفي هذا السياق، كان للنائب مخزومي حديث مع صحيفة “l’Opinion” الفرنسية، حيث سلط الضوء على العديد من الأمور الهامة التي تخص الشأن اللبناني منذ انفجار المرفأ حتى اليوم.

البداية كانت بالحديث عن إنفجار مرفأ بيروت الذي وقع ظهر 4 آب 2020، حيث قال :”أدى انفجار المرفأ الذي يعادل عشر قنابل هيروشيما إلى مقتل 204 شخصًا وإصابة ما يعادل 6500 آخر، فضلاً عن خسارة حوالي عشرة مليار دولار. في أعقاب هذه المأساة، كان إيمانويل ماكرون الوحيد الذي تواصل مع اللبنانيين، وكلماته الصادقة لهم وللطبقة السياسية المنهكة والمرهقة كانت كفيلة بخلق أمل هائل بين ملايين اللبنانيين. وكان قراره بالمجيء الفوري إلى بيروت للتعبير عن صداقة فرنسا مع لبنان موضع تقدير وخلق أملاً غير مسبوق.”

وتابع: “في لحظات الحداد والحزن هذه، اعتقد الكثير منا أن هذا الانفجار يمثل رمزًا لتفكك النظام، ولكن بدعم من فرنسا كان الأمل بلبنان جديد. وبعد مرور ستة أشهر على الحادثة، إتضح أن 4 آب لم يكن سوى مسيرة لتفكك الدولة اللبنانية، وكلمات الرئيس ماكرون لم يكن لها أي تأثير.

أما عن الحكومة الشكلية التي كانت ستتشكل بتاريخ 31 أيلول من العام نفسه برئاسة مصطفى أديب، قبل ساعات من وصول إيمانويل ماكرون في زيارته الثانية إلى لبنان، أكد مخزومي أنَّه كان لا بد من تلبية أمر الرئيس الفرنسي الصادر في 5 آب بتشكيل حكومة أكفاء متخصصين، والا سيُحرم لبنان من المساعدة الدولية، لكن مصطفى أديب واجه حقيقة الدوافع الخفية للطبقة الحاكمة ولم يتمكن من تشكيل الحكومة، بعد أن خانته القوى الحاكمة المختلفة، ولم يكن أمامه خيار سوى الاستقالة، من دون الشجاعة للتنديد بـ”الخيانة الجماعية” للقوى السياسية اللبنانية ضد الشعب اللبناني.

في سياقٍ موازٍ، أضاف النائب المستقل فؤاد مخزومي ، في 22 تشرين الأول أكد سعد الحريري دعمه للمبادرة الفرنسية وبالتالي طالب بدعم فرنسا، وبذلك نجح في الحصول على التكليف لتشكيل الحكومة، بدون مشروع ولا برنامج أو خطة إنقاذ، وفي نيته تقاسم الوزارات والمحاصصة في مواقع السلطة. في أقل من ثلاثة أشهر، استعادت الطبقة السياسية السيطرة على الأشياء، وبالتالي دفنت الأمل الذي أثاره رئيس الجمهورية الفرنسية في زيارته الأولى. منذ ذلك الحين لم يتم تشكيل أي حكومة.

وتعقيبًا على ما سبق، لفت مخزومي انّه في 18 شباط، دفنت محكمة النقض أمل ملايين اللبنانيين بالحقيقة بإطلاق سراح القاضي فادي صوان من الملف القضائي المتعلق بتفجير مرفأ بيروت، مشيرًا انه على الرغم من المزالق والصعوبات العديدة التي تم واجهت التحقيقات، ظهر جزء من الحقيقة.

وأضاف:”نعلم اليوم أن ما يقارب 500 طن من نترات الأمونيوم انفجرت في 4 آب 2020، كما نعلم أيضًا أن هناك 2،250 طنًا قد اختفت في الطبيعة، لكننا كنا بصدد معرفة ما إذا كانت هذه الأطنان من نترات الأمونيوم قد ذهبت لملىء البراميل القاتلة التي استخدمها نظام بشار الأسد خلال هذه الحرب ضد شعبه. كنا نتمنى أن نعرف أين وكيف تم نقل 1750 طنًا ومن أي نقاط حدودية، مع العلم جيدًا أن معظمها كان خارج سيطرة الجيش والدولة اللبنانيين.

من جهة أخرى، قال مخزومي :”اكتشف اللبنانيون ، منذ 23 شباط، أن أزمة فيروس كورونا تضاعفت بسبب فضيحة؟التوزيع التقديري للقاحات، أو الحظر عليها وأخذ الإذن، على الأقل، بمنع الشركات والمنظمات غير الحكومية، كالذي أقوده ، من استيراد اللقاح من الخارج لمساعدة الدولة والشعب وتوفير التطعيم لأكبر عدد من المواطنين!

وتابع:”في 8 آذار، تجاوز سعر الصرف بين الدولار والليرة اللبنانية العتبة الرمزية عشرة آلاف ليرة للدولار. وفي غضون ستة أشهر ، سجل اللبنانيون خسارة بنسبة 80٪ في قيمة أجورهم، مع حد أدنى للأجور لا يتجاوز الآن 65 دولارًا في الشهر. وشاهد صغار المدخرين مصادرة أموالهم من قبل البنوك، فيما تم تهريب رؤوس الأموال الكبيرة بموافقة السلطات ومصرف لبنان الى الخارج. واستهدفت ضوابط رأس المال صغار المدخرين فقط. زد على ذلك توالي الأزمات يومًا بعد يوم، من أزمة الطحين وأزمة الوقود وأزمة المخدرات، تتبع بعضها البعض وتزيد من إرهاق اللبنانيين الذين يعيش 60٪ منهم تحت خط الفقر.

وعن الجيش اللبناني، أشار مخزومي الى انه المؤسسة الوحيدة التي ما زالت قائمة رغم جميع العواصف السياسية والإنكسارات التي ضربت لبنان، وإلا فهي الدولة المهددة في وجودها. كل هذه الحقائق تقرب لبنان قليلاً من الهاوية، وكل صمت في فرنسا يعتبر تخليًا من قبل البعض، وعدم اهتمام من قبل البعض الآخر.

وأردف:”يحتاج لبنان أكثر من أي وقت مضى إلى الرئيس ماكرون لمتابعة خطابه في الخامس من آب، كما يحتاج إلى تقييد الطبقة السياسية الحاكمة، والسماح بتشكيل حكومة الخبراء، والتي ستقوم بإصلاحات عاجلة من أجل الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي والدول المانحة، الممثلة في مؤتمر سيدر.

وشدد النائب المستقل فؤاد مخزومي على ضرورة اعادة الأمل الى نفوس اللبنانيين، فهم يريدون دفعة، والأمل الذي أشعله خطاب ماكرون في الخامس من آب لا يمكن ولا يجب أن يهدأ.